Azzaman | الزمان
الموصل – حكم ناطق الكاتب
احتضنت قاعة الأطرقجي للفنون والتراث في العاصمة بغداد، معرضاً تشكيلياً لخمس فنانين موصليين هم (خليف محمود، رائد فرحان، حكم الكاتب، حازم صالح ومحمد ذنون) عرضوا تجاربهم واعمالهم أمام الجمهور البغدادي الذي لمس العمق والبعد السيكولوجي والسوسيولوجي للبيئة المجتمعية الموصلية من خلال زوايا اللوحات وامتداد المساحات واختلاف الرؤى.

واخذ الزائر للمعرض غفوة استراح فيها واسترخى بعيداً عن فوضى التلوث البصري الذي احاط بالبيئة العراقية، و اخذ يشهق النسمات التي استرسلت منها رائحة اللون المنبعث عبر واحة شاسعة وجد فيها ظالته وارتوى حتى فاضت جربته .
واستمتع الحاضرون وعكسوا انطباعاتهم عن المعرض بالبهجة والسرور وشدوا على يدي الفنانين بمزيد من هذه المعارض لما لها من خصوصة بالغة في اخلاط ومزاوجة وانصهار التجارب بين فناني مدن العراق بعضها ببعض.

– قدم الفنان خليف محمود مزاوجة بين الواقعية السردية الغنائية والتجريد الحديث ليتماها بين الواقع والخيال والفنان له سيرة في مجال التشكيلي بعيدة عميقة فهو من مواليد مدينة الموصل في العام 1954، حصل على شهادة البكالوريوس عام 1976 بدرجة جيدجدا وشهادة الماجستير كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، حصل على شهادة الدكتوراه بجامعة دمشق عام 2010، رئيس جمعية التشكيليين العراقيين/ محافظة نينوى، عضو في جمعية التشكيليين ونقابة الفنانين العراقيين ، مؤسس جماعة رسامي الالوان المائية في العراق 2009 (IWS) ،عضو مؤسس في جماعة نينوى للفن الحديث، عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، قام بتصميم العشرات من أغلفة الكتب والشعر والمجلات والملصقات والفولدرات.

حصل على جوائز منها : الجائزة الثانية لمهرجان الربيع الحادي عشر في نينوى عام 1977، الجائزة الثالثة لمسابقة محو الامية الالزامي في نينوى عام1978، الجائزة الثالثة لمهرجان الربيع الثاني عشر في نينوى عام 1978، الجائزة الاولى لمهرجان الربيع القطري، الجائزة الثالثة للصليب الاحمر الدولي ، الانسانية عبر الالفية مركز الفنون عام 1999 ، جائزة حقوق الانسان عام 2006 ، العشرات من كتب الشكر والتقدير- المانيا- الأردن- العراق- المؤتمرات الدولية ، له مقتنيات في أكثر بلدان العالم العربية والغربية ، له مشاركات في المهرجانات الدولية والعربية داخل وخارجه، تسعة عشر معرض شخصي في العراق – الاردن –لبنان- المانيا- الامارات ، واهمها المعرض المقام في المركز الثقافي في العاصمة برلين / المانيا عن انتهاك حقوق الانسان ابان احتلال داعش الارهابي لمدينة الموصل .

– فيما يخص الفنان التشكيلي رائد فرحان كان قد وجد الطبيعة ملاذاً له فضلاً عن اشتغالاته في الفن الحديث والبيئة التراثية الشعبية وهو من مواليد مدينة الموصل 1959 احد مؤسسي منتدى التشكيليين الشباب ، عضو مؤسس لجماعة احياء الطبيعة ،عضو مؤسس لجماعة رسامي الالوان المائية ،عضو ومؤسس لجماعة المسلة ،متمرس في الالوان المائية واستاذ الالوان في كلية الفنون الجميلة.

– بينما كان التشكيلي حكم الكاتب يشتغل في اتجاه الترميز وتعزيز مفهوم السيمالوجيا وإعمال فن الدلالة والاشارة في مفرداته فقد ترجمها من خلال استلهام العناصر الدلالية للانسان ومجاوراته في رسم الواقع بعين ثالثة مغايرة للواقع الحسي قارب فيها بين التجريد والترميز بلغة معاصرة (سهلة صعبة) غاصت في مكنونات الانسان ودواخله بين الشعور واللاشعور وهو فنان تشكيلي ومصمم كرافيكي.. من مواليد محافظة نينوى، الموصل 1977 حاصل على شهادة الدبلوم في العام 1995 وشهادة البكالوريوس في الفن التشكيلي في العام 2000، مهتم بالأدب والفنون، وله إصدارات ثقافية (شعر، رواية)، حاز على جوائز عالمية في مجال التصميم الكرافيكي والملصق وشعارات الـ LOGO.. مشارك في معارض الفنون التشكيلية دوليا وإقليميا ومحليا.. عمل في مجال التدريس وإلقاء محاضرات نظرية وعملية متخصصة في الرسم والمنظور وتشريح جسم الإنسان… قام بتصميم العديد من الشعارات لمؤسسات جمهورية العراق والمؤسسات العربية ، مؤسس تجمع أثر للثقافة والفنون في الموصل 2012، وهو عضواً في الهيئة الادارية والمسؤول الاعلامي في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين – فرع نينوى وعضواً في رابطة رسامي الالوان المائية العلمية IWS.

– الفنان حازم صالح حازم صالح خلف ..من مواليد مدينة الموصل 1963بكالوريوس فنون تشكيلية عضو جمعية التشكيلين فرع نينوى ، عمل على الاقصوصة الشعبية ومقاربتها بالموروث الحضاري الذي عمل منذ زمن بعيد على تفكيك شفراته وأستعار من هنا وهناك تلك الطواطم التي تكلمت عن مفاهيم الفنانين الاشوريين ومحاورتهم للمفاهيم الدنيوية والدينية وربطها باجنحة الحراس المتنزلين من العوالم الاخرى التي حاك نسيجها بطريقة سحرية ملونة بالوان ضوئية وغنائية تأخذك بعيداً في فضاءات غارقة بالسحر والامل.

– الفنان محمد ذنون الزبيدي مواليد 1977 نينوى، الموصل ، دبلوم معهد الفنون الجميلة / الموصل ، بكالوريوس كلية الفنون الجميلة / جامعة الموصل 2003 ، ماجستير مع مرتبة الشرف كلية الرسم كوسك /روسيا الاتحادية 2013 ، استاذ مساعد فن / كلية الفنون الجميلة جامعة الموصل ، كان جل اهتمامه في خلق بيئة جديدة غرس فيها قوة الاداء وبساطة التعبير اخذ المورث على عاتقه ليأصل جذوره عبر مفاهيم حديثة ومزاوجة بين ماهو مألوف اجتماعياً وماهو خارج الصندوق فكرياً وقف المتلقون امام اعماله متسمرين عازمين على فك تلك الطلاسم وترجمتها وقد نجحوا بالفعل لانها لغة السهل الممتنع.

أجمع الفنانون الخمس في عكس بيئتهم وفق ما اتفقت قرائحهم وجادت اناملهم في ترجمة الواقع الاجتماعي المعاش الغني بتجاربهم ومراقباتهم الفردية عرضوا اعمالهم على سطوح لكنها ليست كالسطوح الملساء كما هو الحال في التشكيلي .. حاولوا ايجاد نوافذ اخرى اطلوا من خلالها نحو افق غارق بالامل وتدفق بالمشاعر مسكوا خيوط الشمس المتعرجة الممتدة نحو المستقبل سردو من خلالها قصيدة مفادها (نينوى) مدينة الضياء وعاصمة الفنون والبهاء قافية اجتمعوا على استلهام بلاغتها بلغة شرقية مفهومة الملامح واضحة الوجوه عميقة كالتاريخ متجذرة كنخلة سامقة في العنان.